بسم الله الرحمن الرحيم
الطريق إلى المحيط
ذات يومٍ اتخذت قرارك..
سوف ترحل إلى المحيط، حيث السماء تمتد إلى اللا نهاية والماء يغوص في الجهة المعاكسة إلى لا نهاية أخرى؛
ستذهب إلى المحيط، حيث تلتقي السماء بالماء في خط الأفق كلما استدرت؛
ستذهب إلى المحيط، حيث لا بشر ولا ضرر.
بدأت في رسم طريق الرحلة في مخيلتك.
أولا عليك أن تقطع أجمل الأماكن وأحلاها: الشاطئ! هناك يضرب البحرُ اليابسةَ بأمواجه وكأنه يحاول إبعادها عنه.
يبدو بأن البحر يشعر بالقرف مثلك من كل ما يعيش فوق سطح الأرض.
المحطة الأخرى ستكون حين تتجاوز الشاطئ نحو العالم الآخر: البحر.
ستبتعد عن اليابسة أكثر وأكثر، وستتحرر من جميع الأغلال التي يسمونها المجتمع أكثر فأكثر.
ستصل بعدها إلى المحيط،
ولن ترى شيئا سوى ألوان السماء التي ستنعكس على مياه المحيط، وستغرق في جمالٍ إلهي وستنسى حتى من أنت!
بعد أن توَضَّح الطريق في ذهنكَ ذهبت لتنام.
تمددتَ على سريرك بإرهاق ولم تتحرك ولكنك لم تكن نائمًا أيضًا،
ورغم عينيك المغمضتين إلا أنك شعرت بشيء غريب يتحقق في غرفتك المظلمة.
كانت تمتلئ بالماء ببطء.. ماء مجهول المصدر،
والجدران تلاشت كما اختفى سطح غرفتك ليكشف عن سماء ليليةٍ مظلمة.
لم تفتح عينيك ولكنك رأيت كل شيء بعقلك.
كنت تشعر بالنجوم وهي تراقبك من الأعالي، وكنت تشعر بالبرد بسبب الهواء حين يلاطفك،
وكنت تشعر بالماء وهو يملأ المكان ويحمل سريركَ بينما الأمواج تهزه بطريقةٍ رتيبة تثير الصداع.
لقد اختزلتَ الطريق، وفي لحظةٍ كنتَ تحت رحمة المحيط ولا يحملك إلا سرير خشبي متهالك.
بقيت هناك دون حراك، مستمتعا بذلك الصداع وبتلك العزلة،
إلى أن استيقظت على صوت منبهك، فعاد علقلك السندبادي من محيط أحلامك إلى واقعك المرير!
لقد قضيت الليل في هلوساتك، وأعطتك ليلة من الخيال القوة لمواجة ما حولك من جديد،
ولكنك تخشى -أو ربما تنتظر- أن يأتي ذلك اليوم الذي سينتهي فيه صبرك وتصبح فيه سندبادا حقيقيا.
________
أهلا يا رفاق
عُدنا والعود أحمد
أرجو من الله أن تكون بداية خير وبركة لي وللجميع
+ نشكر ميمي من هذا المنبر سأكون في انتظار الردود من الآن!!
في حفظ الله